مقدمة

اللغة هي وعاء النتاج الفكري العلمي للبشرية عبر التاريخ, لقد برز دور الترجمة و أهمية تعلم تقنياتها في نقل تلك المعارف و العلوم, بيد أن ذلك سيكون في ظل عصر العولمة و الثورة الرقمية مطلبا أساسا في تطوير كل ما يخدم التنمية المستدامة, و تحقيق التلاحم الثقافي و التواصل البنَاء بين أبناء الوطن و شعوب العالم.
في ظل هذه المعطيات لا يمكن أن تبني حضارة بأيدي الغير لكن بسواعد أبناء الوطن نبني وطن المعرفة, و دون شكُ فإننا نشارك الأخر القواسم المشتركة, نتعرٌف عليه, ونطلع على علومه, و ننقل المعرفة, ونوظف التقنية, نوطُنها و نطورها بهوية محلية, و بذلك نبني, و نساهم في المعرفة الإنسانية, و نكون مؤثُرين لا متأثٌرين. لقد كان لتوسع العلاقات الدولية من تجارية و ثقافية و غير ذلك بين الدول, ناهيك عن التطور الهائل في العلوم و التكنولوجيا, و ما صاحب ذلك من تراكم المعلومات الهائل, نتيجة بأنٌ جعل من الترجمة وسيلة مهمة للتبادل العلمي و الفكري بين الشعوب.
يصدر العالم سنويا أكثر من 100 ألف كتاب مترجم, أي أكثر من 12% من مجموع الإصدارات السنوية في العالم, غير أنُ حصة الوطن العربي من الكتب المترجمة سنويا هي فقط 330 كتابا (استنادا إلى تقرير التنمية البشرية العربية للعام 2003). فهل ما ورد في تقرير التنمية البشرية العربية عن واقع الترجمة العربية صحيح؟ و ماهي حصة المملكة العربية السعودية من الترجمة؟
يسعى المرصد السعودي في الترجمة بأن يجيب على ماورد, و بأن يكون قاعدة بيانات موثقة, لتتبع سير حركة الترجمة في المملكة و مرجعا معتمدا للباحثين و الدارسين, و من ثم يسهل تحديد مواطن القوة و الضعف و العمل على توظيفها في بناء وطن المعرفة. أمل في مايحتويه هذا الموقع كلٌ الفائدة المرجوة, و يسرني تلقي ملاحاظاتكم و مرئياتكم و لكم الفضل. وفُق الله الجميع لما فيه الخير و السلم,,,,

عربية